الخميس، 25 يوليو 2013

اليمن- الحديدة: استراحة بياعين السمك في رمضان

يشتري بياعين السمك السمك من السوق المركزي بالمدينة  ..يسمى هذا السوق بالهجة المحلية ( محوات) نسبة الى الحوت الذي يباع فيه ويسمى ميناء الأصطياد لأن قوارب الصيد ترسو فيه القادمة من البحر والمحملة بالأسماك التي اصطادتها الليلة الماضية او على مدى ايام قد تصل الى اسبوع او اكثر على حسب نوع السمك..هذا السوق  بعد ان ينزل السمك من القوارب يباع بطريقة المزاد او الحراج كما يسمى محليا بالجملة فيأتي بياعين السمك وهم انواع منهم من لديه دكان بالقرب من السوق المركزي يحمل ما اشترى من سمك اليه ويبيعه بالتفرقة في دكانه, ومنهم من لديه ايضا دكان ولكن في اسواق فرعية صغيرة منتشرة في المدينة مثل سوق مدينة العمال وسوق الساعة وسوق باب مشرف وسوق غليل وغيرها , وهولاء لهم نفس طريقة البيع والشراء..في نوع اخر من البياعين  ليس لديه دكان ولكن معه زمبيلين معمولين من اوراق النخيل بعد ان يشتري السمك يضعه في الزمبيلين ويعلقهما مدلائين على عصا يحملها على كتفيه ويجوب بها الشوارع والحارات يبيع للناس امام بيوتهم ويستمر يمشي ويبيع الى ان يصل الى مكانه الذي يتوقف فيه وهي بقعة ارض على رصيف شارع في سوق فرعي من اسواق الحديدة وهناك على الارض يفرش كرتون عريض يضع عليه السمك معروضا للبيع ويبيعه, والنوع الاخير هذا الذي تشاهدونهم امامكم..بعد ان يشترون السمك يضعونه في برادات من التي تستخدم في وضع الثلج وقوارير المشروبات الغازية اثناء الرحلات هي مستطيلة الشكل تحفظ البرودة لما يوضع فيها, ولكن كما تشاهدون لم تعد تلك البرادات تحمل من اسمها شيء ..لقد تقشر الغلاف البلاستيكي الخارجي وظهر الاسفنج او البوش حق البراد والذي يليه غلاف داخلي من العاج يوضع فيه السمك والثلج ويغطى بالخيش او الجونية ويربط بالحبال  وتحمل البراد عربية مذحلة بالكاد تمشي ويكون ايضا معه ادوات فرعية طبعا السكين وحجر يبرد عليها السكين وعلبة للماء وخشبة للتقطيع عليها , هولاء يخرجون في رمضان الساعة الثامنة صباحا وهذا وقت مزعج للصائمين في اليمن الخروج فيه لانهم طول الليل لا ينامون حتى الفجر ثم عليه ان يصحو وهو صائم في جو حرارة قريب الاربعين ومشيا على الاقدام حتى السوق ويحمل العربية بالسمك ويعود ايضا مشيا يدفع امامه العربة المحملة بالسمك حتى السوق الذي اعتاد ان يوقف فيه للبيع وخلال ذلك يمر بالحارات يبيع لمن يستوقفه..وفي الصورة يظطر ان يعوض بعض النوم واخذ قسط من الراحة ففي منتصف الطريق حوالي الساعة الواحدة يتوقفون تحت عمارة ظلليلة يهب على رصيفها هواء بارد ينامون قليلا ثم يعاودون مسيرهم قبل ان يتفرقوا في الحارات في مسارات خاصة لكل واحد منهم تؤدي به الى موقفه الذي اعتاد الوقوف فيه في سوق السمك الفرعي....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق