الخميس، 5 مارس 2015

قونص ووادي العرق :اليمن-تهامة-الحديدة

ألتصق أسم قونص بحادثة شهيرة وقعت في مدينة زبيد الا وهي مقتل الملك المعز / أسماعيل بن طغتكين بن ايوب , والقارئ حين يتمعن بما جاء في المصادر التاريخية عن قونص والعرق يجد فيها لبس واختلاط وقد ذكرا هذين الموضعين في ثلاثة مصادر يختلف زمن كل مؤلف عن زمن الاخر ...فزمن ابن المجاور في كتابه صفة بلاد اليمن هو اقدم ثم يليه كتاب عبد الباقي المسمى بهجة الزمن وفي زماننا هذا كتاب المؤرخ ابراهيم المقحفي والذي اسماه معجم البلدان والقبائل اليمنية ..فماذا قالت المصادر ؟ وكيف وصفت قونص بالذات؟ ..قال ابن المجاور :( ...والى وادي رمع نصف فرسخ ...والى قونص نصف فرسخ ويسمى وادي العرق - بكسر العين والراء - وبه قتل الملك المسعود/ اسماعيل ..) وفي موضع اخر من نفس المصدر :( ..قيل ان ارض زبيد كانت حمى مهلهل وكليب وذلك من حد الجحف الى قونص ...) والصورة التي يرسمها لنا ابن المجاور هي ان قونص ووادي العرق موضع واحد والى حد اللحظة لم يبن ما هو قونص هل هو وادي ام جبل ام شيء اخر ولكننا اذا درسنا عبارته لغويا فاننا سنجد الصورة اوضح ..انظر الى قوله :( انف قونص ) ففي قاموس المصباح المنير ورد معنى كلمة (أ-ن-ف) بهمزة مفتوحة ونون ساكنة - بانها تعني جبل صغير  تفرد وحيدا من سلسلة جبال ...مثل جبل قحمة في جنوب شرق مدينة المنصورية ..اذا اتضح لنا ما هو قونص انها ارض وجبل قد يكون في منطقة واسعة تنسب وتسمى باسم الوادي/ العرق كما كان في ذلك الزمان يقال زبيد للوادي والمدينة وجميع النواحي المحيطة بالوادي من الجبل الى البحر فهل النزول الميدان سيغير من التصور الذهني الذي توصلت اليه؟ وقبل ان اجيب عن ذلك سنرى ما قاله المؤرخ / عبد الباقي :( .. قتله الاكراد على باب زبيد سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ..) وهو هنا لم يذكر الموقع وانما قال على باب زبيد وهي كلمة مطاطة تسبة  كلمة على مشارف مدينة زبيد وبما ان المؤرخ عبد الباقي زمنه متاخر عن زمن ابن المجاور كما ان ابن المجاور مر من تلك الناحية ولم يعتمد على النقل من المصادر ولذلك ساعتمده مصدر لي في تحقيق ذلك المكان ... اما المقحفي فلم يترجم لقونص ولم يذكره البتة ولكنه ذكر العرق فقال :( العرق:المقبرة الشمالية من مدينة زبيد وتعرف بمقبرة سهام ..) وبحسب المسافة التي رصدها ابن المجاور فان قونص بعد رماع بنصف فرسخ وهذا لا يتفق مع ما ذكره المقحفي بقوله ان العرق هي مقبرة سهام بزبيد فالمسافة بين رمع وزبيد كبيرة فاذا اردت  الذهاب الى قونص فلابد ان تتوقف عند البدوة ثم تتجه شرقا نحو  جبال وصاب وسكان تهامة لا زال الاسم حاضرا في ذاكرتهم وانهم ينطقونه : قونص بكسر النون ..جبل قونص اليوم مكون من قمتين ارتفاعه متوسط دون الخمسمائة  متر تقريبا ومن جهته الشرقية يشبه وجه وانف انسان وبينه وبين جبال مشرافة وصاب مسافة ولكن ليس كالمسافة الت بين جبل قحمة وجبال ريمة فلاخير اكثر بعدا عن جبال ريمة وتوجد اسفل جبل قونص من جهة الشرق قرية تسمى حوف قونص وتوجد قرى اخرى الا ان قرية حوف اقدمها والسكان لا يعرفون شيء عن العرق الا ان احدهم  قال متشككا في معلومته كانه سمع به في جهة الجنوب من البدوة اي جهة زبيد... اذا ما توصلت اليه هو ان قونص جبل ولا صلة له بوادي العرق كما ان قبر الملك اسماعيل بن طغتكين لا يعرف في تلك الناحية وحاليا جبل قونص ضمن مديرية زبيد في محافظة الحديدة والله اعلم .
المصدر:
-----------
انيس خضر السقاف - المدن والقرى المندثرة في بلاد عك والاشاعر .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق